التخطي إلى المحتوى الرئيسي

ماذا غيرت فيك القراءة؟!


 
في الرسالة التي وجهها الروائي العالمي باولو كولو لمحمد بن راشد شاكرا له إطلاقه تحدي القراءة العربي يقول في أحد مقاطعها " إن مُحاولة اكتشاف الذات هي من أصعب المهام وأكثرها متعة، هي المغامرة الوحيدة التي تُعطي لحياتنا قيمة، ولإنجازها هناك طريقتان: القراءة وخوض التجارب. وربما لا يكون أحدنا محظوظاً ليخوض تجارب كثيرة في حياته، إلا أن معظم الناس اليوم يستطيعون أن يقرأوا". لطالما شكلت القراءة لكثير من الأشخاص حجر الزاوية في حياتهم للإنطلاق إلى مسارات مختلفة، والإبحار لمناطق كانت مجهولة بالنسبة لهم. 

قبل فترة كنت أتصفح موقع التدوين المصغر توتير، فوقعت على تغريدة في حساب "نزهة قارئ" -الذي يسعى لتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع- يطرح فيها تسؤولا للمتابعين في حسابه وهو ]ماذا غيرت فيك القراءة؟[ وبفضول كبير تتبعت إجابات المتابعين وهم من فئة الشباب. كانت إجابات رائعة ومحفزة جدا، تلمس بها حجم الأثر الذي تتركه القراءة في الأفراد الذي يتقنون منادمتها.

نقلت لكم بالأسفل مجموعة من التعليقات التي شارك بها بعض المتابعين. لم أضع ترتيبا معينا للعبارات حتى أسمح لكم بالتواصل معها كما ترغبون. فلكم المشاركات كما هي:

·        "عندما أتذكر أنني كنت أدافع باستماتة عن أفكار هزيلة ورثتها بالتبعية، وكيف تغير موقفي تجاهها الآن،أدرك أن عاماً واحداً من القراءة يغير الكثير."

·        "جعلتني أفكر بعمق.. أبحث بشغف.. أمتن لكل كتاب يمر بين يدي"

·        "صرت قادرا على النظر للأمور من مناظير مختلفة، ومتفهم أكثر أن من أمامي هو نتاج سنين من التجارب في هذه الحياة"

·        "القراءة أعطتني إدراك وعقل فوق عمري، جعلتني أكثر  تفهمًا وصبرًا وحتى أحسن خُلقًا.. وقد قيل الحياة لاتشيخ في الصدور القارئة ..لامجال أرحب منها"

·        "لقد علمتنيّ أن أستعين على الكلام بالصمت، وعلى الإستنباط بالفكر."

·        "أصبحتُ أكثر ثقافة واطلاعاً لما حولي.. فهم المواضيع بسلاسة.. أكثر ثقة في الرد والحوار.. البعد عن توافه الأمور وتفسير الأحداث بمنطقية.."

·        "مع القراءة أصبحت إنساناً، بها زادت إنسانيتي. وعمّق تعاملي مع الأخرين، جعلتني أشعر بالآخر، وأقدّر ظروفه أكثر"

·        "استغلال امثل للوقت.. التصالح وتقبل الجميع..  التأمل والانتباه في التفاصيل.. طريقه حديثي أكثر إقناعنا.. عاطفتي تهذبت.. الاقتناع بالبحث بعد كل كتاب"

·        "غيرت أشياء كثيرة من ناحية التفكير والثقافة، وساعدتني على تطوير الكتابة بشكل جميل جدا. القراءة حياة أخرى.. ندمت على السنين التي مضت دون أن أقرأ فيها."

·        "غيرت فيني طريقة تفكيري ونظرتي للحياة. أعطتني هدفا لعزلتي والوحدة المفروضة علي. أعطتني نتائج لتجارب حياة لم أخضها من قبل. باختصار أعطتني هدف واضح للحياة."

·        "غيرت فيني القراءة اشياء ليست بالقليلة، القراءة تصالحني مع الحياة تجعلني أرى جوانب مختلفة منها وأعيش التجارب. تقوي اللغة والحس الأدبي، تساعد على استغلال الوقت، تأخذني ولو لوهلة خارج عالمي –البائس- تجعلني اجوب العالم كاملا، ولو لم أقدر على السفر."

 وأخيرا أختم بمشاركة رائعة إعتبروها هدية التدوينة:

"متعة القراءة لا تكمن في كونك تقرأ ما يبهرك بأشياء جديدة لم تكن تعرفها، متعة القراءة حقا في نشوة شعورك بإنحسار مناطق الظلام في عقلك..
وأن أمورا كنت تحسبها معقدة، تصبح مع القراءة أسهل وأبسط..
تمدد عقلك وإنفتاحه، وأتساع أفقك مع كل كتاب جديد، شعورك أن حياتك تصبح أطول، وأن خبرتك تزداد ثراء..
أحس تماما بما يحسه ألبرتو مانغويل : " أذهب إلى الخارج وعش حياتك"..
كانت أمي تقول دائما عندما كانت تراني أقرأ، كما لها أن انشغالي الصامت هذا كان يتعارض مع تصوراتها عن الحياة، لم تكن تعلم أنني أعيش الحياة بهذه الطريقة.
إنني أكبر، وأتورط في سحر الكتاب والقراءة أكثر فأكثر. لم تعد القراءة بالنسبة لي متعة بل غريزة كالجوع تماما."

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا تقرأ كتابا أكثر من مرة

اقرأ كتابا جيدا ثلاث مرات، انفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جديدة" العقاد ربما يخطر ببالك لماذا نحن بحاجة لقراءة بعض الكتب أكثر من مرة. بينما في إمكاننا قراءة كتب مختلفة في الوقت الذي نصرفة لقراءة كتاب مرة أخرى. في بعض الأحيان عندما أخبر زملائي بأني قرأت هذا الكتاب أكثر من مرة، يثير هذا الشيء لديهم بعض الفضول والتساؤل لماذا أعيد قراءة كتب قرأتها في الأساس. هناك مجموعة من الأسباب التي من أجلها يجب أن نعيد قراءة بعض الكتب. ونجد هذه العادة عند العلماء والمتخصصين وهواة القراءة كثيرا. وهي من الأمور التي ينبغي أن نمارسها؛ حتى نحصل على الفوائد التي نرجوها من بعض الكتب. والمثل الأمريكي يقول " التكرار أم المهارة". السبب الأول الذي يدفعنا لتكرار قراءة الكتب هو إسترجاع المعلومات. عادة في القراءة الأولى لا نستطيع الإحتفاظ بكم كبير من المعلومات، والأفكار التي مرت أمامنا. وأيضا لا نكون دائما في حالة تركيز ثابته في كل مرة نقرأ فيها؛ لذلك تفوت القارئ كثير من الأفكار التى لم ينتبه لها بشكل كافي. وحسب ما يذكر المختصين في مجال التعلم نحن نتذكر 10% فقط مما نقرأ. فقراءة الكت

الحصَّالة العجيبة

مشهدان يرتسمان في الذاكرة عندما أتذكر المال في مرحلة الطفولة والتي أعتقد أنها مرت على الكثيرين منا. المشهد الأول عندما قررت العائلة إدخال الحصَّالة للبيت؛ فأصبحت جزء من نظامنا في إدخار مبلغ صغير كل يوم مما علمنا قاعدة مالية مهمة وهي "أن تنفق أقل ممكا تكسب". المشهد الثاني هو عندما كانت تطلب منا إدارة المدرسة المساهمة بمبلغ سنوي للإستثمار في مقصف المدرسة، وفي نهاية كل عام نجني أرباحا مالية بقدر المساهمة التي دفعناها. وهذا علّمنا الأثر السحري لإستثمار المال في مكان آمن حتى تضمن نماء المال بشكل مستمر. لكن يبدو أن الكثرين منا نسوا هذه الدروس غير المباشرة في التعامل مع المال. وأصبحت محافظنا المالية عرضة للإستهلاك غير المدروس؛ حيث يجد الكثير من الأفراد أنفسهم في نهاية كل شهر أمام ضائقة مالية قبل نزول المرتب الشهري، أو المنحة المالية التي نحصل عليها من المكان الذي ندرس به بالنسبة للطلاب.     هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على الطريقة التي نتعامل بها مع المال، والتي تشكلت عبر مراحل نمونا. العامل الرئيسي هو مخططنا المالي وهو عبارة عن القناعات والقيم والمشاعر التي نرسمها