التخطي إلى المحتوى الرئيسي

هكذا يأكل عقلي صباحا.. فماذا عنك

ما الذي تحرص على القيام به في بداية كل يوم وأنت متجه للمكان الذي تعمل أو تدرس به، أو حتى قبل أن تبدأ بالمهام والواجبات التي يفترض أن تقوم بها يوميا؟ ربما تستمع للإذاعة، أو تدخل على وسائل التواصل الاجتماعي، أو تبدأ بالحديث مع زملائك، أو غيرها من الأمور التي ربما لا تعود بفائدة كبيرة عليك.
 
بدأتُ منذ فترة بالحرص على إلزام نفسي كل صباح بالقيام بشيء ذي قيمة عالية من الناحية المعرفية. شيء دسم – لكنه صحي- يساعد عقلي على النشاط والحركة والتفاعل بإيجابية مع الأشياء من حولي والتي سأقابلها في مكان عملي. هذا التصرف ساعدني بشكل كبير  على بداية يومي بطاقة وتركيز مختلف، والإقبال على العمل بطريقة فعالة.
 
هذه العادة تقريبا بدون استثناء ينصح بها كل خبراء التطوير والتحفيز الذاتي. إنها عادة قوية جدا وستشكل فارقا كبيرا في حياتك مع مرور الوقت. بدءا من الطريقة التي تفكر بها ، وانتهاء بالأفعال التي تمارسها بشكل دائم. فكلما كنت حريصا على نوعية الأفكار التي تضعها في عقلك ملكت زمام القيادة لتوجيه نفسك نحو ما ترغب بتحقيقه. ودائما ما أردد هذه العبارة “لا يوجد هناك أفكار مجانية تضعها في عقلك؛ فلكل فكرة أثرها سواء كان بشكل إيجابي، أو سلبي”.
 
ما الذي ستكسبه لو جعلت هذه العادة جزءا من نشاطك اليومي؟ سوف تضمن أنك تغذي عقلك بشيء مفيد كل يوم من اختيارك. كما أنها تضعك في حالة نفسية من الإيجابية والقوة وستشعرك بأنك أنت من يتحكم في مسارك. أيضا ستسهم في تدفق أشياء جديدة إلى ذهنك تساعدك في توليد أفكار لمشاريع وأعمال تقوم بتنفيذها، وتلهمك لحل مشاكل تعاني منها على الصعيد الشخصي أو المهني. وأخيرا الشعور بالمتعة مع مرور الوقت، وستكون جزءا أساسيا من يومك.
 
تتنوع الأشياء التي يمكن أن تزودك بالمعرفة في الفترة الصباحية. فمن الممكن أن تخصص 30 دقيقة قبل الخروج من المنزل أو فور وصولك لعملك في قراءة كتاب أو ملخص كتاب في مجال تحتاج أن تطور نفسك فيه. إذا كانت المسافة التي تحتاجها للوصول إلى مجال عملك طويلة فيمكنك شراء برامج سمعية أو تنزيل محاضرات وبرامج حوارية من الإنترنت والاستماع لها أثناء الطريق. أيضا بالإمكان متابعة برامج مفيدة على اليوتيوب او الانتساب لدورات تعليمية مسجلة مسبقا عبر منصات التعليم الإلكترونية واستثمار جزء من وقتك في أول الصباح كل يوم. وهناك غيرها من الطرق التي يمكن أن تمارسها وتعود لك بفائدة معرفية عالية.
 
الآن.. ما التحدي الذي ستضعه أمامك خلال الأيام القادمة؟ دعنا نقول خلال الشهر القادم، هل أنت متحمس لتطبيق هذه الفكرة؟ خذ وقتك للتفكير في الأشياء التي ستقوم بقراءتها او الاستماع لها أو متابعتها وبعدها يمكن أن تكتب عن تجربتك لنا أيضا.
 
*هذه التدوينة عبارة عن مقال نشرت في صحيفة أثير: http://www.atheer.om/archives/62921/

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

لماذا تقرأ كتابا أكثر من مرة

اقرأ كتابا جيدا ثلاث مرات، انفع لك من أن تقرأ ثلاثة كتب جديدة" العقاد ربما يخطر ببالك لماذا نحن بحاجة لقراءة بعض الكتب أكثر من مرة. بينما في إمكاننا قراءة كتب مختلفة في الوقت الذي نصرفة لقراءة كتاب مرة أخرى. في بعض الأحيان عندما أخبر زملائي بأني قرأت هذا الكتاب أكثر من مرة، يثير هذا الشيء لديهم بعض الفضول والتساؤل لماذا أعيد قراءة كتب قرأتها في الأساس. هناك مجموعة من الأسباب التي من أجلها يجب أن نعيد قراءة بعض الكتب. ونجد هذه العادة عند العلماء والمتخصصين وهواة القراءة كثيرا. وهي من الأمور التي ينبغي أن نمارسها؛ حتى نحصل على الفوائد التي نرجوها من بعض الكتب. والمثل الأمريكي يقول " التكرار أم المهارة". السبب الأول الذي يدفعنا لتكرار قراءة الكتب هو إسترجاع المعلومات. عادة في القراءة الأولى لا نستطيع الإحتفاظ بكم كبير من المعلومات، والأفكار التي مرت أمامنا. وأيضا لا نكون دائما في حالة تركيز ثابته في كل مرة نقرأ فيها؛ لذلك تفوت القارئ كثير من الأفكار التى لم ينتبه لها بشكل كافي. وحسب ما يذكر المختصين في مجال التعلم نحن نتذكر 10% فقط مما نقرأ. فقراءة الكت

ماذا غيرت فيك القراءة؟!

  في الرسالة التي وجهها الروائي العالمي باولو كولو لمحمد بن راشد شاكرا له إطلاقه تحدي القراءة العربي يقول في أحد مقاطعها " إن مُحاولة اكتشاف الذات هي من أصعب المهام وأكثرها متعة، هي المغامرة الوحيدة التي تُعطي لحياتنا قيمة، ولإنجازها هناك طريقتان: القراءة وخوض التجارب. وربما لا يكون أحدنا محظوظاً ليخوض تجارب كثيرة في حياته، إلا أن معظم الناس اليوم يستطيعون أن يقرأوا". لطالما شكلت القراءة لكثير من الأشخاص حجر الزاوية في حياتهم للإنطلاق إلى مسارات مختلفة، والإبحار لمناطق كانت مجهولة بالنسبة لهم.   قبل فترة كنت أتصفح موقع التدوين المصغر توتير، فوقعت على تغريدة في حساب "نزهة قارئ" -الذي يسعى لتعزيز ثقافة القراءة في المجتمع- يطرح فيها تسؤولا للمتابعين في حسابه وهو ] ماذا غيرت فيك القراءة؟ [ وبفضول كبير تتبعت إجابات المتابعين وهم من فئة الشباب. كانت إجابات رائعة ومحفزة جدا، تلمس بها حجم الأثر الذي تتركه القراءة في الأفراد الذي يتقنون منادمتها. نقلت لكم بالأسفل مجموعة من التعليقات التي شارك بها بعض المتابعين. لم أضع ترتيبا معينا للعبارات حتى أسمح لكم بالتواصل

الحصَّالة العجيبة

مشهدان يرتسمان في الذاكرة عندما أتذكر المال في مرحلة الطفولة والتي أعتقد أنها مرت على الكثيرين منا. المشهد الأول عندما قررت العائلة إدخال الحصَّالة للبيت؛ فأصبحت جزء من نظامنا في إدخار مبلغ صغير كل يوم مما علمنا قاعدة مالية مهمة وهي "أن تنفق أقل ممكا تكسب". المشهد الثاني هو عندما كانت تطلب منا إدارة المدرسة المساهمة بمبلغ سنوي للإستثمار في مقصف المدرسة، وفي نهاية كل عام نجني أرباحا مالية بقدر المساهمة التي دفعناها. وهذا علّمنا الأثر السحري لإستثمار المال في مكان آمن حتى تضمن نماء المال بشكل مستمر. لكن يبدو أن الكثرين منا نسوا هذه الدروس غير المباشرة في التعامل مع المال. وأصبحت محافظنا المالية عرضة للإستهلاك غير المدروس؛ حيث يجد الكثير من الأفراد أنفسهم في نهاية كل شهر أمام ضائقة مالية قبل نزول المرتب الشهري، أو المنحة المالية التي نحصل عليها من المكان الذي ندرس به بالنسبة للطلاب.     هناك مجموعة من العوامل التي تؤثر على الطريقة التي نتعامل بها مع المال، والتي تشكلت عبر مراحل نمونا. العامل الرئيسي هو مخططنا المالي وهو عبارة عن القناعات والقيم والمشاعر التي نرسمها