كان في ريعان الشباب، مزهوا بنفسه وقدراته التي يمتلكها. كان مبدعا ذكيا واسع الحيلة. قرر في أحد اﻷيام أن يخضع نفسه ﻹختبار حقيقي. و أن يكتب اثنى عشرة فضيلة يريد أن يلتزم بها في كل يوم من أيام حياته، وحتى يضمن تطبيقها على أرض الواقع قام بكتابتها في ورقة. والزم نفسه أنه في أي يوم يخرق فيه أحد قيمه ومبادئه سيضع نقصة سوداء أمامها. وتمثل هدفه في أن لا تكون هناك أي نقطة سوداء. عرض الفكرة على أحد أصدقائه فشجعه عليها كثيرا، وأقترح عليه أن يضيف فضيلة التواضع إلى قائمته إبتسم بنيامين فرانكلن، وأضاف قيمة التواضع لقائمته لتصبح ثلاثة عشرة فضيلة. استطاع فرانكلن وهو في الثامنة والعشرين من العمر أن يضع ما يمكن أن نسميه دستورا مصغرا لحياته، يلزم نفسه من خلاله أن يعيش وفق قيمه. ولقد مكن هذا القرار البسيط فرانكلن من أن يكون عالما و مخترعا، وأن يكون أحد رؤساء الولايات المتحدة اﻷمريكية وأحد أكبر منظيرها.
تتناهى كلمة دستور كثيرا إلى مسامعنا، على نشرات اﻹخبار والبرامج الحوارية وعلى صفحات اﻹنترنت. والدستور بشكل عام: هو المبادئ التى تعتمد عليها دولة ما في تنظيم سلطاتها، كما أنه يشكل الهوية الحقيقية للدولة وشعبها. فهو بإختصار المرجع الذي تحتكم إليه الدولة، والذي تسعى لتنفيذه ليعبر عنها على أرض الواقع.
في كتابه المؤثر "أيقظ قواك الخفية" يشير أنتوني روبنز الكاتب والمحاضر العالمي إلى ضرورة وجود دستور ينظم سلوكنا، وطريقة إستجابتنا لمواقف الحياة المختلفة؛ حيث يكون المعيار الذي نسطيع من خلاله تحديد مستوى جودة الحياة التي نمارسها كل يوم.
فدستور حياتنا يمكن أن يحتوي على القيم التي نحب أن نمارسها كل يوم، ونشعر بالفخر عندما ننعت بها. بل إنها تمثل الجوهر الذي نريد أن يعرفه الناس عن شخصيتنا، ومدى ما نتمتع به من عمق حتى نعيش هذه الحياة في أسمى درجاتها. كما أنه يمكن أن يحوي المشاعر والوضعيات والسلوكيات التي نرغب أن نكون عليها في معظم وقتنا، ونتعامل بها مع مواقف وتحديات الحياة المختلفة.
وحقيقة أن يكون لنا دستور في حياتنا؛ يعني أن نلزم أنفسنا على أن نعيش دستور قيمنا وقواعدنا. عندما تقول أن الحب هو قيمة موجودة في دستورك؛ يعني أن تكون محبا لنفسك و إسرتك وأصدقائك بل وتسعى لغرس هذه الفضلية في نفسية الأخرين. إن الهدف من وجود دستور مكتوب وواضح في حياتنا، ليساعدنا على ردم الفجوة بين ما نتبناه في حياتنا وما نطبقه على أرض الواقع. الكثير يتحدث عن السعادة والبهجة والصحة والمرح واﻹبداع ومساعدة الآخرين واﻹنجاز والصدق واﻹستقامة والرحمة كقيم يحبون أن يتبنوها. لكننا إذا لم نضع قيمنا على المحك. ونكتبها وتكون حاضرة ونذكر بها أنفسنا على مدار رحلة الحياة. فإنها لا تعدوا سوى أن تكون أفكار عبارة، لا تمارس إي دور حقيقي في حياتنا.
يتمثل دورك القادم في استعراض جميع القيم والقواعد والقناعات والمشاعر والسلوكيات التي ترغب في تبنيها بشكل مستمر. وأن تقوم بإختيار أهم اﻷشياء التي تريدها وتضعها في قائمة تحملها معك بشكل مستمر لتذكر بها نفسك. أحب أن أنقل لك نموذجا لدستور الحياة ألذي يقترحه أنتوني ويسميه دستور المتفائلين فبإمكنك أن تستعين به أو تبتكبر دستورك الخاص الذي لا تتنازل أن تعيش بأقل منه.
دستور نادي المتفائلين
أتعهد لنفسي بأن :
#أكون قويا بحيث لا يعكر ذهني أي أمر من الأمور.
#أتحدث عن الصحة والسعادة والرفاهية لكل من أصادفه.
#أجعل جميع أصدقائي يشعرون بأن لدى كل منهم شيئا ذا قيمة.
#أنظر إلى الجانب المضيء من كل الأشياء بحيث أعكس تفاؤلي عليها جميعا.
#أفكر في الأفضل وأعمل الأفضل وأتوقع الأفضل فحسب.
#أنسى أخطاء الماضي وأبذل كل ما في وسعي لتحقيق المزيد في المستقبل.
#أرسم علامات السعادة على وجهي دائما وأقابل كل مخلوق أراه بابتسامة مشرقة.
#أخصص الكثير من الوقت لكي أحسن من نفسي، بحيث لا يبقى المزيد من الوقت لانتقاد اﻷخرين.
أتعهد لنفسي بأن :
#أكون قويا بحيث لا يعكر ذهني أي أمر من الأمور.
#أتحدث عن الصحة والسعادة والرفاهية لكل من أصادفه.
#أجعل جميع أصدقائي يشعرون بأن لدى كل منهم شيئا ذا قيمة.
#أنظر إلى الجانب المضيء من كل الأشياء بحيث أعكس تفاؤلي عليها جميعا.
#أفكر في الأفضل وأعمل الأفضل وأتوقع الأفضل فحسب.
#أنسى أخطاء الماضي وأبذل كل ما في وسعي لتحقيق المزيد في المستقبل.
#أرسم علامات السعادة على وجهي دائما وأقابل كل مخلوق أراه بابتسامة مشرقة.
#أخصص الكثير من الوقت لكي أحسن من نفسي، بحيث لا يبقى المزيد من الوقت لانتقاد اﻷخرين.
تعليقات
إرسال تعليق